( الأجر والثواب والمثوبة والجزاء ) في القران الكريم
الأَجْرُ: الـجزاء علـى العمل كما في الآية ( ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرا حسنا ) ، والـجمع أُجور . و الإِجارَة: من أَجَر يَأْجِرُ، وهو ما أَعطيت من أَجْر فـي عمل . و الأُجْر: الثواب ؛ وقد أَجَرَه الله يأْجُرُهُ و يَأْجِرُه أَجْراً و آجَرَه الله إِيجاراً ". "لسان العرب".
أمّا الثَّوابُ: فجَزاءُ الطاعةِ ( سواءٌ أ كانت الطاعة عملاً ظاهراً أم قولاً أم تفكّراً أم تدبّراً وغيرها ، وكذلك الـمَثُوبةُ مع دلالتها على الثبوت والدوام . قال اللَّه تعالـى: ( لَـمَثُوبةٌ من عند اللَّهِ خَيْرٌ ) .
وأَعْطاه ثَوابه و مَثُوبَتَهُ و مَثْوَبَتَه أَي جَزاءَ ما عَمِلَه . .
وفـي التنزيل العزيز: ( هل ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلون ). أَي جُوزُوا .
وهناك مَن قال ( الأجر قبل العمل ) ( والثواب بعده ) وهذا مخالف لظاهر الآية ( ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ) فهنا رتب الأجر على الإيمان والعمل الصالح مما يقتضي تاخر الاجر عنهما
والله أعلم .
والثواب والمثوبة لغةً كلاهما ( الجزاء ) غير أنّه لم يستعمل ( الثواب ) إلاّ في الخير
وبذا يختلف عن ( الجزاء ) الذي يكون عاماً للخير وللشر كما في قوله تعالى ( فله جزاءاً الحسنى ) // ( ذلك جزاء أعداء الله النار)
والثواب كما أشرنا فهو للخير فقط وقد ورد كثيرا كقوله تعالى ( والله عنده حسن الثواب ) و ( نعم الثواب وحسنت مرتفقا )
وأمّا( المثوبة ) فقد استعملها الباري عزّ وجلّ في جزاء الخير والشر أيضاً ، ولكن أشار بعض أهل اللغة إلى أنّها جزاء في خير أو شرّ ثابتين و دائمين وبذلك تختلف عن الجزاء كقوله ( ولو انّهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير..) البقرة103/ وفي الشر قال ( هل أنبّئكم بشرّ من ذلك مثوبة عند الله ) المائدة60
وملخّص القول فيها جميعاً :
الثواب : جزاء على الخير فقط ( عملاً كان أم غير عمل ) ظاهراً أو غير ظاهر
الأجر : هو الجزاء على العمل المحدث الظاهر فقط .
المثوبة : هي الجزاء على الخير أو الشر مع ثبوتها و دوامها .
الجزاء : هو كل ما كان في الخير أو الشرّ مطلقاً ، متضمّناً لكلّ ما تقدم من الألفاظ أعلاه ، وقد تختلف عنه المثوبة في كونها تدل على الثبوت والدوام ، ويتميز الجزاء في كونه من جنس العمل ، وقد وصفه الله تعالى ( جزاءً وفاقا ) أي موافقاً لما تقدم .
والله أعلم
....................