نعمة بلوغ رمضان
بلوغُ شهرِ رمضانَ نعمةٌ عظيمةٌ، ففيه يزداد المؤمن خيراً وبركة وعملاً صالحاً، فينالُ بفضل الله أعلى الدرجات.
وفي ذلك وردت القصة المأثورة المؤثّرة التي أخرجها الإمام أحمد بسند صحيح
(أن رجلين من قبيلة بَلِي قدما على النبي ﷺ فأسلما معاً، وكان أحدهما أشد اجتهاداً في العمل الصالح من الآخر
وغزا في سبيل الله فاستُشْهِدَ، وأما صاحبه فعاش بعده سَنَة ثم توفي.
ثم إن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه رآهما في المنام وإذا بآخِرهما موتاً قد قُدّم في دخول الجنة على صاحبه
الذي كان مجتهداً ومات شهيدا.
فأصبح طلحة فحدّث الناسَ فعجبوا، فبلغ ذلك رسولَ الله ﷺ
فقال: مِن أي ذلك تعجبون؟
فقالوا: أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر واستُشهِدَ في سبيل الله، ودخل الآخر الجنة قبله!
فقال ﷺ: أليس هذا قد مكث بعده سَنَة وأدرك رمضان فصامه؟ قالوا: بلى.
قال: أليس صلّى كذا وكذا في السَنَة؟ قالوا: بلى.
قال ﷺ: فإن ما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض).

فاحمدوا الله أعظم الحمد، واشكروه أتم الشكر أن أَخّرَ آجالكم وبلّغكم رمضان وأنتم تنعمون بالإيمان،
وترومون الإحسان، وتستطيعون الترقي في مراقي الصعود الموصلة إلى رضوان الرب المعبود
﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾.
الشيخ / محمد المهنا