رد شبهة ان معاوية كان يحمل الناس على سب علي رضي الله عنه

[ياس]

كثيراً مايورد الشيعة شبهات وافتراءات بحق أصحاب النبي والهدف منها الطعن فيهم والتشكيك في عدالتهم ،،،وممن نالهم النصيب الوافي من هذا الطعن الخلفاء الثلاثة وعلى رأسهم الشيخين ابا بكر وعمر،،وكذلك معاوية بن ابي سفيان فهو الاخر لم يسلم من سلاطة السنتهم الحداد .فهم يصورونه دائماً على انه معادياً ومبغضاً لآل البيت ،لا بل يتعدى الامر الى اتهامه بالكفر والزندقة!! وما اسلامه الا نفاقاً وغطاءاً !! ،ومما يثار ضده من الشبه الكثيرة : أنه أمر بسب ولعن علي معتمدين على روايات ساقطة مدارها على كذابين،ومجهولين،وقد يكون في سندها شيعة محترقين!

ومن تلك الروايات :ماجاء في كتاب تاريخ الامم والملوك للامام الطبري -رحمه الله- "لا تحجم عن شتم علي وذريته, والترحم على عثمان والاستغفار له, والعيب على أصحاب علي والإقصاء لهم, وترك الاستماع منهم, وإطراء شيعة عثمان, والإدناء إليهم والاستماع منهم"(تاريخ الأمم والملوك، الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1407هـ، (3/ 218)



تمحيص الرواية ورد الشبهة:

اولاً: تمحيص الرواية سنداً:

1- ليس كل مايخرجه الطبري في تاريخه من روايات ، هو يعتقد بصحتها ،فقد ذكر ذلك في مقدمة تاريخه إذ يوضح لنا منهجه بكل صراحة فيقول: "فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا"(ج1/ص5).

2-فأما السند فإنها جاءت من طريق هشام بن محمد، عن أبي مخنف، عن مجالد بن سعيد، والصقعب بن زهير، وفضيل بن خديج، والحسن بن عقبة المراني.

هشام بن محمد:
يقول عنه ابن حجر: "هشام بن محمد بن أبوالمنذر الأخباري النسابة العلامة روى عن أبيه أبي المفسر وعن مجالد وحدث عنه جماعة قال أحمد بن حنبل إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر رافضي ليس بثقة"[لسان الميزان/ج6/ص196]

وذكره الخطيب البغدادي بعد أن ساق بسنده قائلاً: " حدثنا عبد الله بن احمد قال سمعت أبى يقول هشام بن محمد بن من يحدث عنه إنما هو صاحب نسب وسمر وما ظننت أن أحداً يحدث عنه بلغني أن هشام مات في سنة أربع ومائتين وقيل سنة ست ومائتين"[تاريخ بغداد/ج14/ص45]

وقال ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال: " هشام بن محمد بن السائب ومحمد بن السائب والده صاحب التفسير سمعت ا بن حماد يقول حدثني عبد الله سمعت أبى يقول هشام من يحدث عنه إنما هو صاحب سمر ونسبة وما ظننت ان أحدا يحدث عنه وهذا كما قال احمد هشام الغالب عليه الاخبار والاسمار والنسبة ولا اعرف له شيئا من المسند"[الكامل في ضعفاء الرجال/ج7/ص110].

لوط ابن يحيى:

أبو مخنف فهو لوط بن يحيي الكوفي، روى عن صقعب بن زهير، ومجالد بن سعيد، وجابر الجعفي، قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال يحيى بن معين: ليس بثقة(الجرح والتعديل، ابن أبي حاتم، دار الكتب العلمية، بيروت، د. ت، (7/ 182))
وقال الدارقطني: إخباري ضعيف( سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط9، 1423هـ/ 1993م، (7/ 302))
وقال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم (ميزان الاعتدال، الذهبي، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، د. ت، (3/ 420)) .


مجالد بن سعيد :
ضعيف عند الجمهور، قال ابن معين وغيره: لا يحتج به، وقال الدارقطني: ضعيف(ميزان الاعتدال، الذهبي، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، د. ت، (3/ 438)).


فضيل بن خديج :
قال عنه أبو حاتم: مجهول، روى عنه رجل متروك الحديث(الجرح والتعديل، ابن أبي حاتم، دار الكتب العلمية، بيروت، د. ت، (7/ 72)).



تمحيص الرواية متناً:


1- مخالفة هذه الرواية لطرق أخرى صحيحة تثبت احترام معاوية لعلي واجلاله اياه ،والاعتراف بفضله على من دون سواه.فقد جاء في البداية والنهاية لابن كثير:" قد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: هل تنازع عليا أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني" (4/ 614).
وعن جرير بن عبد الحميد عن المغيرة قال: "لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم"(4/ 621).

2-لم يثبت بطريق صحيح ان معاوية لعن وشتم علياً اثناء قتاله ومحاربته إياه،فمن باب اولى ان يمسك لسانه عند مسالمته وموادعته،بالاضافة الى تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما له بالخلافة !واجتمعت عليه الكلمة ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟! إذ الحكمة تقتضي عدم ذلك.


3-كان بينه وبين ابناء علي من الالفة والمودة ما تشهده نفس الكتب التي ينتقون منها مايوافق هواهم فقط !!

ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف، ودخل الحسن على معاوية فقال له: "مرحبا وأهلا بابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف"البداية والنهاية (4/ 615).


فهذا واقع يشهد بكذب هذه الدعوى التي يدعي أصحابها أن معاوية حمل الناس على سب ولعن علي .



قول معاوية ما منعك أن تسب علياً

هل كان ولاة بنو امية يسبون عليا رضي الله عنه قبل عمر ابن عبد ...

[آملة البغدادية]

بارك الله فيك على الموضوع القيم والكشف الماحق

[ياس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آملة البغدادية

بارك الله فيك على الموضوع القيم والكشف الماحق

وفيكم بارك ربي اختي الفاضلة